شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن رمضان
18847 مشاهدة print word pdf
line-top
حال السلف عند انتهاء رمضان

فهذه حالتهم في هذا الشهر؛ ولكن أيضا تبقى آثاره عليهم، بحيث إنهم إذا اجتهدوا فيه وعملوا ما عملوا فيه من الأعمال الصالحة خافوا أن ترد عليهم أعمالهم، فكانوا في آخر الشهر يظهر عليهم الحزن، يظهر عليهم الخوف، خوف أن أعمالهم ما قبلت منهم.
رأى وهيب بن الورد قوما يضحكون في يوم عيد فقال: إن كان هؤلاء قبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين، وإن لم يكن قبل منهم فما هذا فعل الخائفين. وكان بعضهم رُئي في ليلة عيد وهو يبكي، وينشد قوله في خوفه على نفسه، لما أنه استحضر أن الناس فرحون بما هم فيه من العيد، ومن أيام العيد ظهر عليه أثر الحزن:
عيدي مقيم وعيد الناس منصـرف
والقلب مني عـن اللذات منحـرف
ولـي قرينـان ما لي منهما خلـف
طـول الحميم وعينـا دمعهـا يكف
هكذا كانت حالتهم -رضي الله عنهم- ولنا فيهم أسوة، فعلينا أن نجتهد في هذا الشهر، وأن يكون هذا الاجتهاد مؤثرا منا في بقية العمر.
نسأل الله أن يتقبل منا صالح أعمالنا، وأن يوفقنا للعمل الصالح الذي يحبه منا ويرضاه، وأن يجعلنا ممن صام الشهر وقامه إيمانا واحتسابا، وأن يغفر لنا سيئاتنا، ويرفع درجاتنا، ويجزل مثوباتنا، ويمحو خطيئاتنا، وأن يقر أعيينا بنصرة الإسلام وأهله، وأن يصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ويجعلهم هداة مهتدين يقولون بالحق وبه يعدلون، والله تعالى أعلم، وصلى الله على محمد ونستمع إلى الأسئلة.
الأسئـلة
جزاك الله خيرا، بارك الله فيك.
س: يقول: فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله وسدد خطاه: ذكرت كيفية التخفيف في التراويح والقيام في السلف الصالح، ونجد الآن في وقتنا الحاضر يقصرون في التراويح والقيام نظرا لظروف الناس، فما توجيهكم في ذلك يحفظكم الله؟
لا شك أن هذا هو الواقع، وأن الأئمة رأوا التقصير والتخفيف، بحيث ما رأيت أحدا منهم يزيد على ساعة أو ساعة وربع في العشرين الأولى، نسألهم: لماذا هذا التخفيف؟ فيقولون: إننا نُرَغِّب الناس، إذا أطلنا نفروا منا.
وأنا أقول: لا تَتَنَزَّل على رغبة عوام الناس، عليك أن تأتي بالسنة التي هي: الخشوع والإطالة في هذه الصلاة في هذا التطوع، سواء رغب معك من يرغب أو لم يرغب.
كثير من الأئمة الذين يقصرون ويخففون يقصدهم الناس كثيرا، فيصلي معه نصف المسجد أو ثلثاه وربما يمتلي، يقولون: إن ذلك لأجل أنه يخفف، وأنا أعتقد أنه ليس كذلك؛ بل إن كثيرا يأتون من مسيرة عشرين كيلو أو أربعين كيلو حتى يصلوا مع أحد الأئمة، وليس ذلك لأنه يخفف؛ بل صلاته مثل صلاة غيره ممن حولهم، ولكن يخشعون لقراءته، ويخشعون لأسلوب صوته ونبرات صوته، ويجدون رقة عند سماع قراءته.
فننصح مثل هذا أن يقتدي بالسلف رحمهم الله فلا ينقص عن عشر آيات أو عشرين آية إذا كانت قراءته متوسطة، لا ينقص عن عشرين آية في كل ركعة، تكون مثلا البقرة التي هي مائتان وست وثمانون إذا جعلها في عشرين ركعة أو في أربع وعشرين ركعة كانت قراءة معتدلة، في كل ركعة عشرون آية أو نحوها، لا شك أن هذا هو الوسط وليس فيه إطالة كما يدعون.
وإذا رأى أنهم ينفرون فنقول له: عليك أن تكثر عدد الركعات وتخفف القراءة، إكثار العدد كما يفعل أئمة الحرم أنهم يصلون عشرين ركعة يقرءون في كل ليلة جزءا، ولو كان قليلا، ليس قريبا من قراءة السلف رحمهم الله؛ ولكن يرغبون الناس، وبكل حال هذا هو الأولى بالأئمة الاقتداء بالسنة، ولو نفر الناس، فلا عبرة لمن لا رغبة له في هذه الصلاة.
جزاك الله خيرا. يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
س: ما حكم شراء السيارة بالتقسيط ؟ هذا سؤال.
س: والثاني يقول: أعلم أن حكم الرجل إذا أتى أهله في نهار رمضان أن كفارته صيام شهرين متتابعين، فهل هذا يعني أنه لا يمسها ولا يقبلها؟ أرجو التحديد وتوضيح الحدود. جزاكم الله خيرا.
سؤاله الأول؛ يتعلق بالمعاملات، لا بأس بالإتيان به وإن كان الموضوع فيما يتعلق برمضان، نقول: يجوز البيع إلى أجل أو إلى آجال لقول الله تعالى: إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ فيجوز أن يكون الأجل متعددا، كأن يقول مثلا: بعتك هذه السلعة مثلا بعشرة آلاف يحل كل شهر ألف، هذا هو البيع إلى أجل، ومثله أيضا بيع السيارة بالتقسيط، فإن هذا دليل على أنه يجوز بيع السيارات وغيرها إلى آجال متعددة.
أما سؤاله فيما يتعلق بالوطء في نهار رمضان: فدليله الحديث، أن رجلا قال: يا رسول الله هلكت. قال: وما أهلكك؟ قال: أتيت أهلي في رمضان. قال: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا. قال: هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا إلى آخر الحديث. الكفارة خاصة بالوطء، الوطء الذي هو الجماع، فأما التقبيل واللمس فإنه لا يوجب كفارة؛ لكن إن حصل معه الإنزال فسد الصوم وعليه القضاء، فإما إذا لم يحصل إنزال وإنما مجرد لمس أو تقبيل فإنه لا يفسد الصوم.
اختلف العلماء: هل يباح التقبيل تقبيل الزوج لامرأته؟ ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم؛ ولكنه كان أملككم لإربه، هكذا ذكرت عائشة كان أملككم لإربه. يعني يملك نفسه؛ فالجواب أن نقول: إن كان العادة أنه تثور شهوته إذا قَبَّل، ويخشى على نفسه أن يقع فيما يفسد صومه أو ما يوجب عليه الكفارة؛ فلا يقبل ولا يباشر، ويحمل تقبيل النبي -صلى الله عليه وسلم- على أنه لشفقة أو رحمة لا أنه لشهوة، أو أنه كان أملككم لإربه، أما إذا كان كبيرا لا تتحرك شهوته بالتقبيل فلا مانع من ذلك، قد أُثر أنه صلى الله عليه وسلم سأله شاب عن التقبيل فمنعه، وسأله شيخ عن التقبيل فأباح له، الشيخ يعني المسن يؤمن عليه إذا قَبَّل أن تثور شهوته، وأما الشاب فلا يؤمن أن يملك نفسه.
س: جزاك الله خيرا. هذا السائل يقول: إن لي بنت أخي فقيرة صاحبة أطفال، ورجلها فقير، وراتبه ثلاثة آلاف ريال، وهو لا يصلي وشارب دخان، فهل يجوز دفع زكاة مالي عليها؟
إذا كان لا يصلي فلا يجوز لك أن تصله ولا أن تصحبه، واحرص على أن تخلص ابنة أخيك منه، فقد أفتى المشائخ بكفره؛ حيث إنه والحال هذه يكون غير مسلم، للأحاديث الصحيحة في كفر تارك الصلاة.
لا بأس أنك تشتري كسوة لبنت أخيك ولأطفالها أو طعاما قوتا وغذاء لهم يعني: أكلا فقط من الأرز أو التمر أو نحو ذلك من القوت الضروري، فأما أن تعطي زوجها فلا تعطه والحال هذا.
س: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل يقول: فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سؤالي: ما حكم الذهاب إلى بعض الأشخاص الذين يعالجون بالقرآن؟ وهل هذا ينافي التوكل؟ وهل ذهاب الشخص إليهم يخرجه من أن يكون من الذين ورد الحديث في معناه: يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب؟
لا بأس بالعلاج بالقرآن، قد أقره النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا وقال لما قرأ رجل بالفاتحة قال: وما يدريك أنها رقية؟ وثبت أنه صلى الله عليه وسلم رقى بعض أصحابه، وكان إذا أتاه مريض بل إصبعه من ريقه ثم بلها بالتراب ثم مسح بها بشرته، وقال: بسم الله، تربة أرضنا بريقة بعضنا، يُشفى سقيمنا، بإذن ربنا وقال: إذا اشتكى أحدكم فليضع يده على الألم وليقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر .
وكذلك أيضا لما مرض كانت عائشة ترقيه وتمسح بيده نفسَه، وأن جبريل رقاه -صلى الله عليه وسلم- لما سحره ذلك اليهودي ودله على موضع ذلك العمل.
فكل ذلك دليل على أن مثل هذا لا يخرج من وصف التوكل، وذلك لأن هذا كله بقدر الله، قد سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له رجل: أرأيت رقًى نسترقي بها، وأدوية نتداوى بها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: هي من قدر الله أي: أنها مقدرة مكتوبة على الإنسان.
س: بسم الله الرحمن الرحيم. وهذا يسأل يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سؤالي هو: أني أديت فريضة الحج السنة الماضية وعليَّ دين؛ مع العلم أني أخذت الموافقة من أصحاب الدين، فما حكم حجي؟ وهل على شيء؟
لا شيء عليك، الحج مجزئ إن شاء الله، وبالأخص إذا كان أهل الدين قد سمحوا لك، أو كانوا لا يضايقونك، ولا يشددون في الطلب، ولا يردونك عن الأسفار، فلو أردت مثلا السفر إلى المنطقة الشرقية أو إلى القصيم أو إلى الجنوب ما منعوك من ذلك، يعلمون بسفرك ولا يردونك، فإن شاء الله هم لا يردونك عن السفر إلى مكة .
س: جزاك الله خيرا. وهذا سائل يقول: إني أحبك في الله. ما رأيكم في حديث: أفطر الحاجم والمحجوم هل هو منسوخ أم محكم؟
س: والسؤال الثاني: هل ورد عن أحد الصحابة أنه ذكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن له جارا صواما قواما ولكن لا يشهد الجمعة فقال الرسول: هو في النار؟
س: ما رأيكم في الأناشيد؟
نقول: أحبك الله الذي أحببتنا له، حديث: أفطر الحاجم والمحجوم ذهب إليه الإمام أحمد لكثرة طرقه، قد ذكره بعض العلماء عن سبعة عشرة صحابيا كلهم رووا هذا الحديث؛ ولكن أكثرها ضعيف، ولكن منها حديث عن ثوبان صححه كثير من العلماء، وحديث عن شداد فالحاصل أن مجموعها يدل على أن له أصلا، فذهب إليه الإمام أحمد أما الأئمة الثلاثة فإنهم قالوا: لا يفطر الحاجم ولا المحجوم.
الحاجم قديما كان يمتص الدم، ويختلط الدم بريقه، ولو مجه فإنه قد يبقى في ريقه شيء، وأما في هذه الأزمنة فإنه ظهرت أجهزة لا حاجة فيها إلى الامتصاص، بحيث إنه يجعل آلة تشفط الدم وتستخرجه بدون أن يمتصه، إذن ما بقي إلا المحجوم هو الذي يفطر بمقتضى هذا الحديث، وقاسوه على خروج الدم من المرأة -دم الحيض- قالوا: كما أن دم الحيض يفطر فكذلك الدم الكثير إذا أخرجه بالحجامة، أو بالشرط، أو بالفصد، أو بما يسمى: التبرع بالدم، أو بما يسمى: التحليل إذا كان كثيرا إذا أخذوا منه كثيرا؛ فإن ذلك كله مُلحَق بالحجامة، فعلى هذا ليس هو بمنسوخ، هذا هو القول الذي تشهد له الأدلة لكثرتها ...
هذا الحديث مروي عن ابن عباس أن ابن عباس سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل؛ ولكنه لا يصلي مع الجماعة؟ فقال: هو في النار. ما ذكر أنه مرفوع، إنما هو موقوف على ابن عباس رضي الله عنه، ابن عباس رأى أن تساهله بالصلاة مع الجماعة ذنب كبير، وأنه يستحق بذلك العذاب، وأنه ترك جماعة المسلمين.
ثم يسأل أيضا عن حكم الأناشيد الإسلامية: إذا كانت مشتملة على كلام حسن ومفيد فلا مانع من استماعها، وإذا كانت ملحنة مثلا أو فيها كلام غير لائق فلا تباح.
س: جزاك الله خيرا. وهذا يسأل يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شخص موظف، وأخرج من العمل قبل نهاية الدوام بساعة أو ساعتين دون استئذان، هل يعتبر الراتب كله حلالا أم أتصدق بجزء منه؟ وجزاكم الله خيرا.
لا يجوز فعل ذلك، لا تخرج إلا بعد انتهاء الدوام، العمل الذي تعمله ويعمله الموظفون جُعِل له حد محدد دخولا وخرجا، فلا يحل لك أن تخرج ولو أذن لك رئيسك إلا لضرورة، أو حيث لا يبقى عمل تعمله، وإن انتهى العمل، كان عملك محدودا، أن يقال لك: غلق كل يوم كذا وكذا من الكتابة أو من المعاملات فتنتهي منها وتبقى ليس لك عمل، وعلى كل حال لا نقول: إن الراتب لا يحل؛ لكن نقول: إن فعلك هذا يعتبر خللا، أما الراتب فلا بأس به.
س: جزاك الله خيرا. وهذا يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو عرض هذا السؤال: هل يجوز استخدام الجسر.. المتحرك لتقويم الأسنان في نهار رمضان؟
ما لم يترتب على ذلك إخراج الدم من الأسنان بحيث يختلط بالريق ويبتلعه ويفسد صومه فلا بأس، أباح المشائخ قلع الضرس للضرورة للصائم مع التحفظ ألا يبتلع شيئا من الدم الذي يخرج منه، وأما جعل هذا الجسر..؛ فالظاهر أنه لا يخرج معه دم وأنه لا يخل بالصيام.
س: وإذا كان .. بقية طعام يجدها بالنهار.
لا شك أنه قد يبقى بين الأسنان طعام، إذا أكل الإنسان مثلا لحما أو نحوه فيبقى بين الأسنان شيء من الأطعمة، وهذه الأطعمة قليلة، فعليه أن ينظف أسنانه بعد الطعام، فإذا بقي منه شيء فأصبح في فيه واستخرجه من بين أسنانه فيلفظه ولا يضره.
س: جزاك الله خيرا. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب ملتزم؛ ولكن قبل أن ألتزم لم أكن أصوم بعض رمضان أو كله. هل علي القضاء؟
اعتبر نفسك أنك تستقبل عمرا جديدا، ولا يلزمك قضاء الصلوات التي تركتها قبل التوبة ولا قضاء الصيام، وذلك لأنه قد يكثر يعني قد يبقى بعضهم - والعياذ بالله - عشرين أو ثلاثين سنة مفرطا في الصلاة وفي الصيام، فلو قيل له: لا تقبل توبتك إلا إذا قضيت صلاة ثلاثين سنة. لنفر من ذلك؛ ولكن نقول له: يستقبل عمرا جديدا. ونقول: عليك أن تكثر من النوافل؛ صلاة التطوع، وصيام التطوع؛ لعل ذلك يجبر ما مضى.
س: جزاك الله خيرا. هذا يقول: ما نصيحتكم للرجال الذين يتركون أهليهم وأولادهم في رمضان دون رعاية؛ فتجدهم عاكفين أمام المسلسلات والأفلام أو يتسكعون في الشوارع والأسواق. حفظكم الله؟
نصيحتنا لهم أن يكونوا أهل غيرة على أولادهم ذكورا وإناثا عن أن يفسدوا، لا شك أن هذه الأفلام وهذه المسلسلات تزرع الشرور في النفوس، وتمكن الميل إلى المعاصي، وتدفع إليها دفعا قويا، فننصح ولاة الأمور أن يهتموا بأولادهم، وأن يتفقدوهم.
فالكبير منهم مثلا من الذكور يأخذ بيده أبوه إلى المسجد، ويعوده أن يصلي معه صلاة التراويح، ويحذره من الجلوس أمام الشاشات التي يعرض فيها أشياء منكرة، وكذلك يحذره من دخول الأسواق التي تزدحم بالنساء أو نحو ذلك.
وكذلك أيضا يكون غيورا على بناته، ويمنعهن من الخروج سيما إذا كان الخروج يؤدي إلى مفاسد، لأن كثيرا -في هذه الليالي وفي غيرها- من الأسواق تزدحم بالنساء، ويكون كثير منهن متبرجات أو متطيبات، فيفتن من مر بهن، يبدين مثلا حليهن في الأصابع وفي الساعدين ونحو ذلك، وهذا مما يدفع بكثير من الشباب إلى متابعتهن، فعلى المسلم أن يكون غيورا على أولاده حتى لا يكون مفرطا.
س: جزاك الله خيرا. هذا يقول: شيخنا حفظه الله: بالنسبة لغسل الجنابة هل يلزم دلك المناطق الداخلية مثل الإبطين وما تحت الركبتين والسرة وغيرها من المناطق الداخلية أو يكفي أن أريق الماء على الجسم بعد الوضوء؟ بارك الله فيكم.
الأصل في الغسل أنه إمرار اليد على المغسول، فالذي تستطيع أن تصله يداك تمرهما عليه، وأما الشيء الذي لا تصله كمؤخر الظهر فيكفي فيه مرور الماء عليه، فإذا مرت يداك على إبطيك مثلا وعلى منكبيك وعلى بطنك وعلى أسفل الظهر مثلا وعلى الرجلين فالمرور يكفي مرة واحدة، ويسن ثلاثا.
س: جزاك الله خيرا. وهذا سائل يقول: رجل عليه ديون بلغت مائة وخمسين ألفا، ولا يجد تسديدها الآن، وهو مستأجر ولكنه يمتلك بيتا، وعنده مرتب شهري، فهل يجوز أن يأخذ من صدقات رمضان ما يسدد به ديونه أم لا؟
إذا كان مرتبه لا يكفيه لإيفاء الديون حلت له الزكاة.
س: جزاك الله خيرا. وهذا يسأل يقول: أعاني كثيرا من المشقة في حفظ آيات الله فما هي الطريقة المثلى في الحفظ؟
س: والسؤال الثاني: لعلنا نورده بعد السؤال هذا.
الطريقة هي أولا: إحضار القلب عند القراءة، وثانيا: التكرار؛ تكرار القراءة مرات بعد مرات، وثالثا: الحرص على فهم المعاني، فهم معاني الآيات، ورابعا: التعاهد؛ تعاهد الحفظ لقوله -صلى الله عليه- وسلم: تعاهدوا القرآن فَلَهُو أشد تفلتا من الإبل في عقلها .
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -حفظه الله- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
س: سؤال واحد: بدأ شهر رمضان المبارك هذا العام يوم الأربعاء في بعض الدول الإسلامية؛ ولكنه لم يبدأ إلا يوم الخميس في الولايات المتحدة وكندا وذلك لأن الاتحاد الإسلامي في شمال أمريكا لا يأخذ برؤية أي بلد إسلامي؛ ولكن له رؤيته الخاصة حيث يخرج أفراد في أغلب المراكز الإسلامية لتحري الرؤية.
ولأن هذا الاتحاد الإسلامي ممثلا بلجنة فقهية من أشخاص يوثق بعلمهم الشرعي وتعتمدهم أغلب المراكز والمؤسسات الإسلامية في قارة أمريكا الشمالية لم تصلهم معلومات تؤكد رؤية هلال شهر رمضان ليلة الأربعاء؛ فقد قرروا الصيام يوم الخميس وخاصة أن هذه اللجنة تشترط من الرائي أن يوضح مكان موقع الهلال وشكله وزمن الرؤية حتى لا تتخذ قرارا إلا بعد تأكد تام.
إلا أن بعض الإخوة من إحدى الدول العربية وهم قليل في مدينة هيوستن خالفوا جماعة المسلمين في هذه المدينة، وقرروا الصيام يوم الأربعاء بناء على الرؤية في بلادهم، وهم بذلك خالفوا أكثر من خمسة وتسعين في المائة من نسبة المسلمين سواء في هيوستن أو في الولايات المتحدة وكندا بشكل عام؛ حيث إن أغلب أكثر من خمسة وتسعين في المائة من المسلمين في هذه القارة أمريكا الشمالية يتبعون الاتحاد الإسلامي ولجنته الفقهية. والسؤال هل تصرف هؤلاء الإخوان خطأ بسبب مخالفتهم لجماعة المسلمين أم صواب؟ وإن كان خطأ فهل يلزمهم تصحيح هذا الخطأ بأن يعيدوا مع المسلمين في أمريكا حتى ولو أدى ذلك إلى صيامهم واحدا وثلاثين يوما؟
س: سؤال اثنين، تقام صلاة العيد في مدينة هيوستن في مكان كبير جدا يتسع لأكثر من عشرة آلاف شخص، يحضرون من جميع أطراف المدينة وضواحيها، للمشاركة في صلاة العيد وحضور الخطبة وتهنئة المسلمين من أهل المدينة بهذه المناسبة إلا أن بعض الإخوة من العرب المسلمين يعتزلون الجماعة الكبيرة ويصلون ويحتفلون بالعيد لوحدهم في مكان خاص مما يؤدي إلى ضعف العلاقة مع بقية المسلمين وخاصة أن عدد هؤلاء الاخوة محدود جدا، ونسبتهم أقل بكثير من خمسة في المائة، ويحتج هؤلاء باعتزال الجماعة للأسباب التالية:
واحد : بعضهم يقول: أن بعض النساء يأتين بدون حجاب إسلامي مع العلم بأنهن يجلسن في مكان مستقل وبعيد عن الرجال في الصفوف الخلفية.
اثنين: البعض الآخر يقول: إن الصلاة تتأخر عن وقتها الأصلي بنصف ساعة أو ساعة، ولابد من إيضاح أنه بسبب تواجدنا في مجتمع كافر ولا يقدر هذه الأعياد فيحتاج بعض المسلمين إلى استئذان رؤسائهم في العمل لأداء صلاة العيد مما يؤدي إلى تأخر الوقت, والسبب الآخر كبر المدينة وحتى يتسنى للجميع حضور الصلاة فتتأخر الصلاة.
ثلاثة: البعض الأخر فريق يتبع رأي الآخرين لمجرد أنهم ينتمون إلى بلادهم فقط، وبدون حجة شرعية وذلك لأن القضية بالنسبة لهم وطنية فقط.
والسؤال، هل يجب حض هؤلاء الإخوة على الاتحاد مع غالبية المسلمين وأداء الصلاة معهم أم أن الأمر سيان؟ وما أهمية الاتفاق مع الجماعة وخاصة في بلد مثل أمريكا ؟ شكر الله سعيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ج1: ، هذا جواب الشيخ عبد الله بن جبرين نعم.
ج: واحد لا يجوز لأهل دولة أو ولاية أن يصوموا إلا بعد ثبوت الهلال عندهم برؤية عدل موثوق أو إتمام شهر شعبان ثلاثين يوما, ولا يجوز للأفراد أن يصوموا برؤية غيرهم من البلاد ويخالفون بلدهم ودولتهم، وقد ورد في الحديث صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون لكن إذا تحقق وثبت يقينا رؤيته في بلد لزمت رؤيته في كل بلد تقع عنها غربا؛ فإن لم يروه؛ هو مشكوك فيه فلا يصومون، ولا يفطرون مع الشك في ثبوته وفي الحديث من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-.
ج: اثنين، الجواب الثاني نرى عليكم نصحهم وأمرهم بالاشتراك مع إخوانهم المسلمين إذا كانوا في بلد واحد ولا مشقة عليهم؛ وذلك لأن في الاجتماع تآلف ومودة وتبادل التهنئة والتحية، وفي الافتراق تباغض وتنافر, وأما النساء المتكشفات فإثمهن على أوليائهن.
ولا يمنع ذلك الرجال أن يصلوا في هذا المكان عند أمن الفتنة؛ سيما إذا كان النساء يتأخرن عن الرجال بعيدا, ولا بأس بتأخير الصلاة ولو نصف ساعة لانتظار المصلين الذين يتوافدون من أماكن بعيدة؛ فإن وقت الصلاة يمتد إلى دخول وقت الظهر وإن كان الأفضل التقديم لكن التأخير جائز للمصلحة، والله أعلم. عبد الله بن جبرين .

line-bottom